الرئيسية مقالات الإثارة المضمونة

الإثارة المضمونة

153
0

بقلم : حسين البراهيم

أصبحت أسهل وسيلة للشهرة وسرعة الانتشار لشريحة كبيرة من الجماهير وضمان تفاعلهم مع ما يقولونه إعلامياً سواءً عن طريق التغريد في برامج التواصل الاجتماعي، أو طرح الآراء بشكل غريب وملفت للأنظار في البرامج التلفزيونية الخاصة بالرياضة، وبعيد جداً عن وجهة النظر المختلفة أحياناً والمتفقة أحياناً أخرى ولكن المقصود هو الإثارة المضمونة التي تصل بهم لمبتغاهم السلبي!

طبعاً أَقدم مسلسل في الرياضة استهلاكاً هو المقارنة الشهيرة بين الأسطورتين ماجد عبدالله وسامي الجابر مع أنهما خدما أنديتهما ومنتخبهما الوطني السعودي خير تمثيل وحققا بطولات وإنجازات شتى، ولكن الإعلام المتاجر بالتعصب المُقيت أقحموا المقارنة بينهما بهدف تفعيل الإثارة بين عشاقهما ومحبيهم، فأغلبهم في ذلك الوقت ركب الموجة ومجد نجمة المفضل وقلل من الآخر! في مشوار النجوم هناك تفاصيل ناجحة يُحتفى بها من قبل الذين يحبونهم، وعلى النقيض تماماً يوجد بهذه المسيرة المتعثرة في فترات معينة فشل ذريع، وهذا الطبيعي في مشوار كل نجم، ولكن التعصب يجعلك دائماً تركز على الحاجات الإيجابية لدى نجمك المفضل، والنجم الذي لا تحبه لا تستحضر فيه إلا الأشياء السلبية!

ولأن المتعصبين لديهم أساليب جديدة وحديثة فإنهم يبتكرون مواضيع على طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم وسلوكهم الذي يثيرون به الجمهور بمثل الذي حصل سابقاً بالمقارنة بين ماجد وسامي، الآن أتى الدور على أسطورة الجيل الأخير للكرة السعودية سالم الدوسري الذي قال البعض منهم نحتاج إلى لاعب غيره في المنتخب وهو في عز مستواه وفي أوج عطاءاته الفنية، وغيره الذي عرَّج على التقليل منه ومن مسيرته مع المنتخب ووصف إنجازاته مع منتخب بلاده على أنها صفرية وخالية تماماً من الإنجازات، وهذا الكلام مماثل للذين قللوا من ماجد عبدالله على عدم حصوله على كأس الخليج في ذلك الزمن الذي كانت السطوة في هذه البطولة الخليجية الأخوية لمنتخبي الكويت والعراق، وعلى سنترة سامي في مباراة ألمانيا الشهيرة، وألمانيا في ذلك الوقت بقوتها وسطوتها الكروية كان من الطبيعي أنها تكسبنا بذلك النتيجة المؤلمة بحكم الفوارق الفنية والجسدية والإمكانيات الهائلة، وكأن هؤلاء اللاعبين لوحدهم في الملعب وقادرين على اللعب عن عشرة لاعبين!

كرة القدم لعبة جماعية مكونة من أحد عشر لاعباً، وليست لعبة فردية يتحملها شخص واحد، ونجاحها على حسب التوليفة المتواجدة داخل أرضية الملعب.

في عالم الإثارة المفتعلة والشهرة السريعة أصبحت سهلة جداً فما عليك فقط إلا التقليل من نجم مفضل ومنها تضمن الوصول للهدف المبتغى من الانتشار الواسع والتفاعل السلبي، وهكذا تكون قدوة سلبية للجماهير المتعصبة التي تهب مع كل عاصفة وتلعب مع كل ريح!

ختاماً:

يحكى عن هتلر أنه دائماً يكون صاخباً في خروجه الإعلامي، ويوماً ما سألوه لماذا أنت هكذا على الدوام أجاب وقال: الجماهير المتعصبة أسهل للانقياد!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا