الرئيسية مقالات المساواة ظلم

المساواة ظلم

64
26

بقلم / وليد بامرحول

المساواة في ظاهرها قد تبدو قيمة نبيلة، لكنها في بعض المواقف تتحول إلى ظلمٍ صريح إذا ألغت الفارق بين من اجتهد ونجح وبين من أهمل وفشل.

عندما نساوي بين الناجح والفاشل في التقدير والدعم، فإننا نرسل رسالة سلبية للطرفين:

الناجح سيشعر بالإحباط لغياب التقدير الذي يستحقه، والفاشل سيجد مبررًا للاستمرار في تقصيره لأنه يحصل على نفس ما يحصل عليه المجتهد.

النجاح لا يأتي صدفة، بل هو حصيلة جهد وتعب وتضحيات، ومن الطبيعي أن يُكافأ صاحبه بما يتناسب مع إنجازه.

وفي المقابل، الفشل لا يجب أن يُترك بلا علاج، لكن دعمه يجب أن يكون مشروطًا ومحفزًا، لا أن يكون مساوياً لدعم الناجحين.

فمن المنطق أن يكون الدعم متدرجًا: الأكبر للناجحين مكافأةً لهم وحفاظًا على تميزهم، والأقل للفاشلين لكن بطريقة تساعدهم على تحسين مستواهم واللحاق بركب الناجحين.

في الرياضة مثلًا، عندما يحصل نادٍ ناجح على نفس الدعم الذي يحصل عليه نادٍ متعثر، فإننا نهدم روح المنافسة. النادي الناجح يحتاج إلى دعم أكبر ليستمر في منصات التتويج ويعكس صورة مشرّفة، بينما النادي الفاشل يجب أن يتلقى دعمًا يوجهه نحو الإصلاح والتطوير، لا دعماً بلا شروط يجعله يعيش في دائرة الفشل المريح.

إذن، المطلوب هو العدالة لا المساواة، العدالة تعني أن يأخذ كل طرف ما يستحقه بناءً على نتائجه وجهده، فهي تحافظ على الحافز لدى الناجحين، وتدفع الفاشلين لبذل المزيد من الجهد حتى يصلوا لمصاف المتميزين.

أما المساواة المطلقة، فهي قد تبدو إنصافًا في الظاهر، لكنها في الحقيقة أكبر أنواع الظلم، لأنها تقتل روح التحدي وتضع الجميع في مستوى واحد مهما اختلفت مستوياتهم.

26 تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا